14:57

"غرفتها"
المكان الوحيد الذي تستطيع فيه أن تتحدث مع ظلالها وترى خيالاتها وتترحل وتستضيف أشخاصا وتسمع صوت الراوي وهو يتحدث عنها.. ويصف حاجبيها الغير متشابهين، كعلامة فارقة تبقى في ذهن القارئ..

تفتح باب غرفتها..
تزدرد ريقها
تغلقه بإحكام خلفها، تستحضره فيأتي..
تشيح بوجهها عنه، لأنها لا تريد أن تراه،
ترتعش يديها،
رائحة الشمعة التي تعبر فتحات وحدة التبريد من الغرفة المجاورة تخترق أنفها..

لا ساعة في غرفتها،
يعبر الستائر ضوء أصفر تعرف من خلاله بأن السماء تستعد لاستقبال حمرة الشفق..

تتجرأ..
تتقدم خطوة،
ترفع رأسها
تنظر في عينيه..
طوال الأربعين يوما كانت تحاول أن تبقيه في الخلف.. واستطاعت ذلك،
رغم أنه كان حاضرا.. مثل ظل..

تسير عبر عروقها كل الشتائم.. بكل اللغات حتى تلك التي تجهلها
لا تخرج منها،
تبقى في الداخل تتمدد حتى يديها..

تلتفت تتأكد بأنها قد أحكمت قفل باب غرفتها -ذهنها مشتت دائما-،
تمسك بجهازها تضع السماعات على رأسها، وتصغي لموسيقا صاخبة،
تستجمع قواها.. تغلق عينيها
تأخذ نفسا عميقا،
تفتحهما..
يخفق قلبها بشدة يتجمع الدم إلى وجهها.. يحمر وتشعر بحرارته،
تقبض يديها بقوة
تضربه،
تركله..
تمزقه،

كانت تراه بينما تضرب وسائدها.. الهواء.. وكل ما بوسع مخيلتها أن تحيله إلى هيئته،

تخور قواها،
تسقط نفسها على فراشها،
تتنهد..
تتخدر..
تتمدد المساقة بين انقباضات قلبها وانبساطاته،
ترخي يديها

تتلحف عينيها بأجفانها مثل صبي يؤمر بأن يغلق الستائر لكنه لا يريد أن يفوت المشهد،

تأتي إليها صورتها قبل لحظات، تسير أمام عينيها..
تنظر للوسادة، والهواء الذي أبرحته ضربا..


تضحك

Popular Posts